كانت الساعة الرابعة عصر أمس السبت ساعة الصفر التي اتفق عليها نشطاء الثورة الشعبية للانطلاق نحو مقار جهاز مباحث أمن الدولة في كل محافظات مصر تقريبا، للسيطرة عليها ومنع ضباط الجهاز المشبوهين، من عمليات منظمة لحرق وفرم آلاف الوثائق التي تدينهم.
ويتعلق الكثير من تلك الوثائق بعمليات الجهاز المشبوهة من تعذيب وقتل مصريين، وتزوير الانتخابات وتلقي رشا من رجال أعمال وغيرها.
وكانت ليلة سقوط "جمهورية أمن الدولة"، لا تقل صخبا وفرحا عن ليالي سقوط أشهر وأقسى سجون العالم مثل "الباستيل" في فرنسا الملكية.
وفي ست ساعات فقط تقريبا من مساء السبت، وبعد نفي مصدر أمني مسؤول ما
تردد عن "تجميد" عمل الجهاز وأنه سيجري فقط "إعادة هيكلته"، كان "شعب ثورة
25 يناير" قد سيطر وأسقط "جمهورية أمن الدولة" سلميا وبالضربة القاضية،
بعدما حاصر عشرة مقار لجهاز أمن الدولة بالقاهرة والإسكندرية والمحافظات،
ودخل بعضها ومنع الضباط من استكمال فرم وحرق كل المستندات الموجودة
بداخلها.
ودعا الجيش لاستلام هذه المقار، ونقل ما بها من وثائق ومستندات وحواسيب
لكبار الضباط، للنائب العام لبدء التحقيق في قضايا فساد أمني وانتهاكات
لحقوق الإنسان.